نزول القرآن بلغة قريش بين الحقيقة والوهم 1-2 د عمر الدليمي

24.00 $

نُزُولُ القُرآنِ الكَرِيمِ بِلُغَةِ قُرَيشٍ بينَ الحَقِيقَةِ والوَهمِ للأستاذ الدكتور عمر الدليمي حفظه الله، يعالج فيه مسألة دقيقة ويشحن الشواهد لما ظهر له من البحث والتنقيب في هذه المسألة

الوزن 2600 جرام
الغلاف

مجلد كرتونيه

عدد الصفحات

1064

نوع الورق

ابيض

الشراء عن طريق واتساب
وصف الكتاب

وصف الكتاب

من الموضوعات المهمة التي شغلت العلماء بحثًا واجتهادًا، لغة القرآن الكريم، أو اللغة العربية الفصحى التي نزل بلسانها القرآن الكريم، فما هذه اللغة؟ ولمن تُنسب؟ وكيف نشأت؟ وهل نشأت بفضل القرآن الكريم أم كانت قبله؟ وهل هي لسان قريش أم لسان العرب عامة؟ أسئلة كثيرة محيِّرة متعلقة بلغة القرآن الكريم تحتاج إلى بحث وتفصيل، وقد حيرت من قبلُ كبار علماء اللغة، حتى مات عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وهو في قلبه حسرة منها؛ لعدم وجود أجوبة مقنعة عن تساؤلاته التي أعلنها في كتابه (في الأدب الجاهلي:90) بقوله: (ما أصلُ لغة قريش؟ وكيف نشأت؟ وكيف تطورت في لفظها ومادتها وآدابها حتى انتهت إلى هذا الشكل الذي نراه في القرآن الكريم؟ كلُّ هذه مسائل لا سبيل إلى الإجابة عليها الآن، فنحن لا نعرف أكثرَ من أنَّ هذه اللغةَ لغةٌ ساميةٌ تتصل بها اللغات الكثيرة التي كانت شائعة في هذا القسم من آسيا، ونحن نكاد نيأسُ من الوصول في يوم من الأيام إلى تأريخ علمي محقق لهذه اللغة قبل ظهور الإسلام)؛ لأنَّ ممَّا ورِثناه وتعلّمناه من موروثنا اللغوي والإسلامي، ونَدْرُسُهُ ونُدَرِّسُهُ اليوم في جامعاتنا أنَّ القرآن الكريم نزل بلغة قريش، وأنَّ قريشًا أفصحُ العرب؛ لأنَّها محطُّ القبائل وملتقى أساطين الفصاحة من الشعراء والخطباء في سوقها عكاظ، وكانت تختارُ من لغاتِهم أعلاها وأفصحَها، فشكَّلت ممَّا تخيرتْهُ اللغةَ الفصحى التي نزل بلسانها القرآن الكريم، ومنها تعلَّم العربُ العربيةَ الفصحى لغةَ القرآن الكريم، لكن استطاع الباحث في كتابه هذا أن يثبت حقائق جديدة تخالف الكثير مما توارثناه، وأن يجيب عن كلِّ هذه التساؤلات بمنهج علمي أكاديمي كشف لنا فيه عن الحلقة المفقودة في نشأة لغة القرآن الكريم وأصلها، وأثبت أنها لغة العرب جميعًا، ونُسبت إلى قريش وهمًا أو تجوزًا، ومن الظلم والاجحاف أن نختزل جهد العرب العظيم لقرون طويلة في لغتهم الرسمية ونقزِّم جهدهم ولغتهم العظيمة فننسبها الى قبيلة واحدة صغيرة فقط من بين مئات قبائل العرب الكبيرة، ولاسيما أنها لا تملك شاعرًا فحلًا واحدًا يقارن بأحد فحول المعلقات، فقريش قطان البيت الحرام قد اشتهروا بالتجارة ولم يُعرفوا بأفانين القول والنَّظْم، ولم يأخذ علماء اللغة عنهم لغة العرب؛ لأنهم ليسوا أفصحَ العرب، ولم يتعلَّم العربُ الفصاحةَ منها، ولم ينزلِ القرآنُ الكريمُ بلغتهم، ولم تكن لهم سيادة سياسية أو لغوية على العرب، بل لم تكن لهم سيادةٌ دينيةٌ مطلقةٌ عليهم قبل الإسلام، كما أنَّ النبي _صلى الله عليه وسلم_ ليس أفصح قريش ولا أفصح العرب قبل النبوة؛ لأنه من قريش، بل كان لا يختلف في فصاحته عن أقرانه الفصحاء من بني قومه، وإنَّما ساد بفصاحته العرب بعد النبوة بوحي وإلهام وليس بنسب ولا بنشأة. هذا الكتابُ بمجلديه الكبيرين وصفحاته التي تجاوزت الألف إضافةٌ مهمةٌ في السيرة واللغة، وهو دراسةٌ جديدةٌ جريئةٌ في التراث الإسلامي، وقراءةٌ معاصرةٌ متجددةٌ لموروثنا الحضاري وَفْقًا لمنهج علمي متحرِّر منضبط بالأدلة والتدبر والاستقراء العقلي والنقلي، قدَّم فيه مؤلفه صورة واضحة غير مشوهة وبدون تأثيرات سياسية ومصالح قبلية وسلطوية عن تأريخنا العظيم وتراثنا المجيد، ولاسِيَّما لغتنا الحيَّة الخالدة التوقيفية السماوية لغة القرآن الكريم ولغة أول البشر آدم _عليه السلام_ التي تكلَّم الله بها في القرآن الكريم وحفظها في اللوح المحفوظ بنصها ولفظها دون رسمها وخطها قبل أن يخلق الأرض ومَن عليها، وتكفَّل بخودها وحفظها الملازم لحفظه للقرآن الكريم، فكيف يصح أن ننسب لغة عظيمة مرتبطة بالخالق إلى بشر مخلوقين فضلًا عن أن ننسبها لقبيلة صغيرة من قبائل العرب؟ ثم كيف يصح أن يتحدى الله العرب جميعًا أو يتحدى الأنس والجن قاطبة ويقيم عليه الحجة بأن يعجزهم من أن يأتوا بسورة من مثله إذا كان قد أنزله بلسان غير لسانهم العربي المبين؟
هذه الأسئلة وكثيرٌ غيرها ممَّا يتعلق بلغة القرآن الكريم ولغة العرب تجدون إجاباتٍ شافياتٍ مفصلاتٍ عنها بالحجة والدليل في هذا الكتاب القيم المهم الذي قضى فيه مؤلفه بضع سنوات من البحث والقراءة والتقصي والمناقشات حتى بلغ فيه غايته؛ لذا ننصح كلَّ طلبة اللغة العربية وأساتيذها بالاطلاع عليه؛ لأنهم سيجدون فيه الكثير مما يروي عطشهم عن أصل لغة القرآن الكريم، ويغنيهم عن البحث فيما سواه.