تيسير النحو وتجديده قديما وحديثا ، أ د عمر شهاب الدليمي
13.20 $
تيسير النحو وتجديده قديماً وحديثاً، للأستاذ الدكتور عمر الدليمي حفظه الله.
الوزن | 1400 جرام |
---|---|
الغلاف |
مجلد كرتونيه |
عدد الصفحات |
604 |
نوع الورق |
ابيض |
وصف الكتاب
“كان الرعيلُ الأولُ من النحويين رجالاً أولي عقلٍ واسعٍ وفكرٍ مستنيرٍ وأعلمَ الناس بكلام العرب وبالقرآن الكريم ، فكروا في وضع النحو صونًا للسان العربي من الزلل ولاسيِّما في القرآن ؛ ليكون علمًا جديدًا مفتاحًا لكلِّ العلوم ، فألفوا فيه كتبًا وأبدعوا فيها ، وظلَّ هذا الصرحُ المشيَّدُ يرتفع يومًا فيومًا لكثرة ما استفرغ النحاة فيه من جهود جبارة جمعًا وتصنيفًا وتأليفًا ، وقد أخذت تلك المؤلفاتُ الأولى طابعَ المطولاتِ ثم دعتِ الحاجةُ الى شرحها فشُرِحَتْ ثم كانتِ الحواشي والمتونُ وكَثُرَتِ التعليلاتُ والأقيسةُ والتوسعُ في القواعد التي قد يهدمُ بعضُها بعضًا حتَّى تضخمَ المحصولُ واضطربَتِ القواعدُ لدرجة التعقيد الذي يُورث النفورَ ، وانعكس ذلك على تحصيل الطلبة واقبالهم على دراسة العربية وفهمهم لها، ولقد أدرك أسلافُنا القدامى أنفسُهم هذا الإشكالَ العويصَ فراحوا يبحثون عن طرقٍ لتيسيره فسعوا جاهدين لتدارك هذا الخطر فألفوا لأجل ذلك المختصراتِ والمنظوماتِ والشروحَ , لكنَّ محاولاتِهم لم تخرج عن نطاق الشرح والاختصار والتقريب , واجتناب المسائل الخلافية ، وهذا لم يُقنعْ أصحابَ التيسير النحوي في العصر الحديث ولاسيِّما العاملون في حقل التدريس فهم أكثرُ الناسِ احساسًا بهذه المعضلة أو الأزمة التي عانت منها العربية ردحًا من الزمن وما زالت ، فقاموا بمحاولاتٍ كثيرةً أُطلق عليها محاولاتُ التيسير أو التجديد أو الإصلاح أو إحياء النحو ، وسلكوا فيها اتجاهاتٍ ومناهجَ متعددةً ، وتأثرَ بعضُهم بمناهجِ الجامعاتِ الأوربيةِ والمستشرقين. ولاشكَّ أنَّ هدفَ أغلبِهم تيسيرُ النحو العربي لدارسيه ومحاولة إزالة الصعوبات والتعقيدات التي ظلت تلازمه على مدى أجيال متعاقبة ، ولكن لا تخلو بعضُ المحاولاتِ من السعي إلى هدم أصول النحو وقواعده كمحاولات إلغاء العامل النحوي ، وإلغاء الإعراب والحركات الإعرابية ، والدعوة إلى استخدام اللغة العامية المحكية في اللسانين(الحديث والكتابة) ممَّا جعل أكثرَ النحاة يرفضون محاولاتِهم جملةً وتفصيلًا. وربما هذا الخلطُ في محاولات التيسير والتجديد وعدم تقديم منهج واضح ميسر يراعي الحياة العصرية ويحافظ على أصول النحو وعلومه الذي استمر بناؤه شامخًا ثابتًا منذ نشأته إلى يومنا هذا ، كان سببًا رئيسًا في فشل هذه المحاولات أو فشل أغلبها رغم أنَّ بعضَها كانت محاولاتٍ جادةً وعلميةً وأنَّ كثيرًا من علماء هذه المحاولات كانوا من خريجي الأزهر والجامعات العريقة ومن حفظة القرآن الكريم ومن العلماء الغيورين الصادقين المحبين للغتهم ، فاجتهدت أن أجمع في كتابٍ واحدٍ لطلبة الدراسات العليا محاولاتِهم ومحاولاتِ المجامعِ اللغويةِ ، ما نجح منها وما فشل، فضلًا عن بيان تأريخ النحو ونشأته وأصوله ومذاهبه أو مدارسه وعلمائه وكتبهم ومناهجهم وجهودهم.”