شرح الفقه الأكبر للإمام المغنيساوي ، تحقيق : غزوان صالح الموصلي

وصف الكتاب

جاء في مقدمة المحقق:
وهذا الكتاب هو من إحدى ذخائرنا المشتتة في مجاهل الآفاق ممّا دالت
عليها الأيام، ففرقتها بيد عسراء رمت بها في أطراف بلاد نائيات، فإذا هي رهينة
القيد الثقيل، تشكو العزلة في مخابئها، وطول الحبس في خزائنها، تخشى المحن،
وعوادي الزمن، تندب من يفك منها الأغلال، ويمسح عنها غبار النسيان.
وقفتُ عليه، وتمسكتُ به، وعضيتُ بالناجذ عليه، إذ لم أجد للمغنيساوي
رحمه الله كتاباً يحقق قبله.
كما أنّ لعلم التوحيد أهمية بالغة، فهو يعدّ من أشرف العلوم، وأفضلها؛ لأنه
يتعلق بالذات العلية وهي ذات الله، وذات رسله عليهم الصلاة والسلام،
وما يتبع ذلك، والمتعلِّق يشرف بشرف المتعلَّق فعلم العقيدة لما كان تعلقه بالله
تعالى فتشرف بتشرف الله.
وهو أصل لما سواه من العلوم؛ حتى قال أهل العلم: هو أصل العلوم الدينية
وما سواه فرع، ويكفي أنّ الفقيه أبا حنيفة قد سماه بالفقه الأكبر؛ وذلك لعظم شأنه وكبير
محتواه.
وقد قمت بجمع دارسة موجزة ترجمت فيها عن صاحب المتن «أبي حنيفة
النعمان » رحمه الله، ودراسة عن المؤلف وكتابه شرح الفقه الأكبر، بعد تحقيق
الكتاب والتعليق عليه.
واعتمدت في التحقيق على ثلاث نسخ مخطوطة، أقدمها مصورة من مخطوطات
الأوقاف العامة في الموصل، وجعلتها الأصل، وهي من خزانة الشيخ العلامة محمد
الرضواني رحمه الله. والثانية مصورة أيضاً من مخطوطات الأوقاف في الموصل،
ورمزت لها (ع) أخذاً من أسم خزانتها؛ لأنها من خزانة المدرسة الرابعية. والثالثة
من مخطوطات الأوقاف في الموصل أيضاً، ورمزت لها (ح) أخذاً من أسم خزانتها
أيضاً؛ لأنها من خزانة المدرسة الأحمدية.
واعتمدت معها في التحقيق على كتاب مطبوع لم يحقق
ورمزت له (ط).